15.7.10

الساعة الشمسية، روضة السالمي


لطالما كان الوقت مفصلا أساسيا في التاريخ، فنحن نخضع للزمن ونعيش مع انسياب دقائقه، ولطالما ارتبطت الساعات بالنهضة الثقافية والحضارية، فتزينت المدن بساعات أصبحت مع مرور الوقت علما تاريخيا، ومزارا سياحيا، وشاهدة على الحضارات. واختلف المؤرخون في تعيين أي من بلدان الشرق مهد الحضارات كان له فضل الأسبقية في ابتكار الساعة بأنواعها ولا احد يستطيع أن يقرر من هو أول من أدرك فكرة استعمال الساعة لقياس الوقت ولكننا نعلم بان الإنسان القديم استعمل الساعة الشمسية منذ زمن بعيد يرجع تاريخه إلى العصر الحجري.
يطلق على الساعة الشمسية اسم المِزْوَلَة. ويقدر تاريخ ظهورها إلى العام 3500 ق.م.، وتتألف في أبسط أشكالها، من عصا عمودية مغروسة في الأرض، ويتحدد الزمن بطول الظل المنعكس للعمود على الأرض، أو على المستوى الأفقي.ويسمى القضيب الذي يلقي الظل المَيْل ،ويركب بحيث يكون متوازيا مع محور الأرض. وغالبا ما يرفق بهذه المزاول رسم أو جدول لتحويل التوقيت الشمسي الحقيقي إلى توقيت الساعة المعهود. وتعتبر عملية رصد ظل الشمس مفيدة جداً، إذا قمنا بها على فترات طويلة. ففي الصيف، عندما تقترب الشمس من السمت، يكون ظلها أصغر منه في الشتاء. وهذا يبين لنا أن ارتفاع الشمس في السماء يتغير باختلاف الفصول، وأن طول النهار يتغير هو الآخر. ويرجع ذلك إلى حركة دوران الأرض حول الشمس، التي تتم وفقـاً لميل محور دوران الأرض، الذي لا يتغير أثناء دوران الأرض حول الشمس.
اكتشف المسلمون المزاول إبان توسعهم في العالم اليوناني في القرن السابع الميلادي. وكان استخدامها لقياس الوقت ولتحديد أوقات الصلاة، وساهم الفلكيون المسلمون بشكل جوهري في هذا العلم من الناحيتين النظرية والتطبيقية معا، وتحمل أغلب المزاول الإسلامية خطوطا للساعات - زمنية أو اعتدالية - ولصلاتي الظهر والعصر، وبما أن بدء هاتين الصلاتين يتحدد بواسطة أطوال الظل، لذلك كان تعيين أوقات الصلاة بواسطة المزولة ملائما تماما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يوم الشريط الوثائقي التونسي 30 مارس 2024 بمدينة العلوم بتونس

  انطلاقا من دورها في المساهمة في تطوير ونشر الثقافة العلمية والتكنولوجية، وفي إطار برنامجها السنوي لعام 2024، وانطلاقا من أهمية الأشرطة الو...