30.12.10

غير المتوقع هو ما يحدث دائما


اليزابيث: أبتي، هل يمكنني الزواج من ميشال؟
الملك: أجل، إذا تمكن ميشال من قتل النمر المختبئ خلف أحد هذه الأبواب الخمسة. عليه أن يفتح الأبواب بانتظام، واحدا تلو الآخر، مبتدأ من الباب رقم 1. سيكون النمر مفاجأة، لآن ميشال لا يمكنه تخمين مكانه.
عندما رأى ميشال الأبواب قال في سره: "إذا كانت الأربع أبواب الأولى تفتح على أربع غرف فارغة، يمكنني أن أعرف أن النمر يختفي خلف الباب الخامس. ولكن بما أن الملك قال بأنني لن أستطيع تخمين مكان النمر، فالنمر لا يمكن أن يكون خلف الباب رقم خمسة. سأستثني إذن الباب رقم خمسة. في هذه الحالة النمر يوجد في الأربع غرف الأخرى. ماذا سيحدث لو فتحت ثلاث غرف فارغة؟ سيكون النمر بكل تأكيد في الغرفة رقم أربعة، لكن ذلك لن يكون مفاجئا لأن النمر لا يمكن أن يكون في الغرفة رقم خمسة. فلأستثني كذلك الغرفة رقم أربعة".
وبنفس طريقة التفكير، برهن ميشال على أن النمر لا يمكن أن يكون خلف الأبواب رقم ثلاثة ورقم اثنين ورقم واحد. وابتهج ميشال بالنتيجة التي توصل إليها: "لا يوجد أي نمر خلف هذه الأبواب، فلو كان موجودا لما أمكن أن يكون وجوده غير متوقع". برهن ميشال بهذه الطريقة على عدم وجود النمر المفاجأة. وأسرع يفتح الأبواب. ولدهشته، وثب عليه النمر الذي لم يكن يتوقع وجوده، من الغرفة رقم اثنين. وهكذا كان الملك عند وعده. ولحد الآن لم يتمكن علماء المنطق من معرفة أين أخطأ ميشال في طريقة تفكيره.
يجمع أغلب الناس على أن الجزء الأول من تفكير ميشال هو تفكير سليم. فالنمر لا يمكن أن يكون خلف الباب الأخير. ولكن لو قبلنا ذلك على أساس أنه محض استنتاج، نكون مجبرين على قبول بقية استنتاجه. فلو أن النمر لا يوجد خلف الباب الأخير فإنه لا يوجد خلف أي باب من الأبواب الأولى. إلا أنه من السهل البرهنة على أن هذا التفكير بدأ بداية خاطئة. فلنفترض مثلا أن ميشال فتح كل الأبواب ما عدا الباب الأخير. فهل يمكننا الاستنتاج بأن النمر لا يختفي خلف ذلك الباب؟ كلا، لأنه لو اعتمد ذلك الاستنتاج وقام بفتح الباب فسيجد مفاجأة في انتظاره. وتظل المفارقة قائمة حتى لو تعلق الأمر باب واحد.
لقد أجمع علماء المنطق على أن الملك كان يعرف أنه سيفي بوعده، إلا أن ميشال كان يجهل ذلك. ولذلك فميشال لم يكن يملك ما يكفي من الأسباب للاعتقاد بغياب النمر من كل الغرف بما في ذلك الغرفة رقم خمسة.
سـحـر الـمـفـارقـات، مارتن غاردنر، ترجمة وتقديم روضة السالمي

29.12.10

من المهم أن تكون شخصا بلا أهمية


في الواقع هنالك دائما أناس مهمون وأناس غير مهمين.
يقول روبار: أنا أفضل لاعب كرة قدم في العالم.
يقول فيكتور: أنا بمقدوري العزف على الغيتار بأصابع رجلي.
يمكننا إذن أن نملأ قائمة بأسماء الأشخاص غير المهمين. وقائمة أخرى باسم الأشخاص المهمين. في القائمة الأولى نجد اسم أكثر الأشخاص عدم أهمية في الكون. ولكن هذه الخاصية تجعل منه شخصا مهما جدا. علينا إذن أن نقوم بضمه لقائمة الأشخاص المهمين. غير أنه وبغياب الشخص رقم 1 في قائمة الأناس غير المهمين يتحول الشخص رقم 2 إلى أكثر الأشخاص عدم أهمية في العالم. ونضطر حينئذ لنقله للقائمة الأخرى مثلما فعلنا مع الشخص رقم 1. وهكذا دواليك.
هذه المفارقة المسلية، التي يجب عدم أخذها على محمل الجد، تمّ استنباطها للبرهنة على أن كل الأعداد هي أعداد مهمة. يمكننا أن نطرح عدة تساؤلات حول هذه المفارقة:
1/ هل أن الدليل الذي تم تقديمه، هو دليل حقا؟
2/ في حال قمنا بتسجيل الشخص الثاني في قائمة الأشخاص غير المهمين على قائمة الأشخاص المهمين، هل يفقد الشخص غير المهم الأول أهميته ويعود لطبيعته غير المهمة؟ أم يبقى مهما؟
3/ هل هنالك من معنى في قولنا: كل شخص هو مهم لأنه أقل الأشخاص أهمية؟ مثلما هو الحال بالنسبة لكل عدد طبيعي الذي يمكنه أن يكون مهما لأنه أصغر عدد في نوعه؟
4/ إذا كان الجميع (أو كل عدد طبيعي) مهما، فهل تحتفظ صفة "مهم" بمعناها؟
سـحـر الـمـفـارقـات، مارتن غاردنر، ترجمة وتقديم روضة السالمي

27.12.10

حلاق إشبيلية

أوجد بارتراند روسال (Bertrand Arthur William Russell) مفارقة الحلاق. فعلى باب حلاق اشبيلية يمكننا أن نقرأ ما يلي: "لا أحلق سوى لرجال اشبيلية الذين لا يحلقون لأنفسهم". ولكن من يحلق للحلاق؟
لو كان يحلق لنفسه، يكون في هذه الحالة منتميا لمجموعة الرجال الذين يحلقون لأنفسهم، ولكن المكتوب أمام دكانه يؤكد بأنه لا يحلق للرجال المنتمين لتلك المجموعة. ونتيجة لذلك فإنه لا يستطيع أن يحلق لنفسه.
لنفترض مثلا بأن شخصا آخر يحلق للحلاق، يصبح الحلاق حينها منتميا لمجوعة الرجال الذين لا يحلقون لأنفسهم. غير أن المكتوب أمام دكانه يؤكد أنه الوحيد الذي يحلق للرجال الذين ينتمون لهذه المجموعة. ونتيجة لذلك لا يمكن لأي شخص آخر أن يحلق للحلاق. وبالفعل لا يمكن لأي شخص أن يحلق للحلاق.
لقد استعمل بارتران روسل هذا المثال ليبرز المفارقة الشهيرة التي اكتشفها والمتعلقة بالمجموعات. إذ يبدو أن بعض المجموعات تحتوي على نفسها. سأعطي مثالا على ذلك: فالمجموعة التي تحتوي على كل ما ليس تفاحا هي أيضا شيء ليس بتفاح ويجب أن تحتوي على نفسها. ولننظر مثلا لمجموعة كل المجموعات التي لا تحتوي على نفسها، هل تحتوي على نفسها؟ مهما كانت الإجابة فمن المؤكد أنها ستحتوي على تناقض.
تعتبر هذه المفارقة من بين المنعرجات الحاسمة في تاريخ المنطق. كان غوتلوب فراجي (Friedrich Ludwig Gottlob Frege)، عالم منطق ألماني مشهور، قد انتهى لتوه من كتابة الجزء الثاني من كتابه "أسس الرياضيات" والذي يعتبر ثمرة مجهود حياته بأكملها، وضع فيه ما كان يعتقد أنه نظرية المجموعات التي يمكنها أن تكون أساس كل علوم الرياضيات. حيث تمكن نظريته من تكوين مجموعة تتكون من كل المجموعات التي لا يمكنها أن تنتمي لنفسها. وكان الكتاب تحت الطبع عندما تلقى غوتلوب فراجي رسالة، سنة 1902، من بارتران روسل يشرح فيها مفارقة الحلاق. حينها فهم فراجي أن هذه المجموعة،التي توصل إليها والمنطقية في ظاهرها كانت غاية في التناقض في باطنها. لم يبق له حينها سوى بعض الوقت ليكتب مقدمة صغيرة بدأها كالتالي: "من الصعب أن يتمكن أي عالم من مواجهة شيء مؤسف يزعزع أسس عمله تماما في الوقت الذي يفرغ منه.. لقد وضعتني في هذا الموقف رسالة من السيد بارتران روسل...".  ويقولون بأن استعمال كلمة "مؤسف" تعتبر أكبر عبارة تهوين قيلت في تاريخ الرياضيات.

سـحـر الـمـفـارقـات، مارتن غاردنر، ترجمة وتقديم روضة السالمي، 2004

24.12.10

التمساح والطفل

يحب الفلاسفة اليونانيون رواية هذه القصة حول التمساح الذي أمسك يوما بطفل وقال لأمه:
التمساح: هل سآكل طفلك؟ كوني صادقة في إجابتك وسأعيده لك سالما.
الأم باكية: آه، آه أنت ستأكل طفلي.
التمساح: ما العمل؟ إذا أعدت لك طفلك، تكونين قد كذبت، ويكون علي حينها أن ألتهم الطفل. ولكن لو التهمته، تكونين حينها قد قلت الصدق، ويكون علي حينها أن أعيد لك الطفل سالما.
أصبح ذهن التمساح مشوشا إلى درجة أنه ترك الطفل يعود سالما لأمه، التي احتضنته وهربت مسرعة.
التمساح: تبا، فقط لو أنها قالت بأنني سأعيد لها الطفل، لكنت قد استمتعت بوليمة فاخرة.
فلنعاين بانتباه أكثر هذه المفارقة الشهيرة. لقد قالت هذه المرأة الذكية للتمساح "أنت ستأكل طفلي" ومهما فعل التمساح فإن ذلك سيكون مخالفا لوعده. فلو يعيد الطفل، تكون المرأة قد قالت كذبا، مما يعطيه الحق في التهامه، ولو أكل الطفل، تكون المرأة صادقة ويكون عليه حينها أن يعيد الطفل لأمه سالما. لقد أطبق على هذا التمساح فخ المفارقة المنطقية حيث لا يمكنه الهرب من دون أن يناقض نفسه.
ولنفترض مثلا بأن المرأة قالت "أنت ستعيد لي طفلي". عندها يمكن للتمساح إما أن يعيده أو أن يأكله، وفي كلتا الحالتين لا يناقض نفسه. فلو يطلق سراحه، تكون المرأة صادقة والتمساح يكون عندها قد وفى بوعده. ولكن، لو أراد التمساح أن يكون شريرا، يمكنه أن يأكل الطفل، الشيء الذي يجعل قول المرأة كاذبا ويسمح للتمساح بعدم إعادة الطفل.
سـحـر الـمـفـارقـات، مارتن غاردنر، ترجمة وتقديم روضة السالمي

17.12.10

آليس وملك القلوب

تقول آليس: أحلم بملك القلوب، الذي هو بدوره نائم ويحلم بأنني نائمة أحلم أنه نائم ويحلم بي. متى سيتوقف كل هذا؟
تقع الحلقة التي يحدث فيها اللقاء بين ملك القلوب وآليس في الفصل الرابع من رواية "من خلال المرآة". الملك نائم، وهنالك من يخبر آليس بأن الملك يحلم بها. وبأنه لا وجود لها، من حيث هي كائن مستقل، سوى كواحد من الأشياء التي يحلم بها الملك. "فلو استفاق الملك الموجود هنا.. ستنطفئين، أووف، كضوء شمعة".
لا يجب أن ننسى أن كل هذه الأشياء تحدث في حلم آليس. فهل الملك "شيء" في أحلامها، أم أنها هي "شيء" في أحلام الملك؟ أين هي الحقيقة وأين هو الحلم؟ إن الارتداد هنا، هو ارتداد دائري، مثل ذلك الرسم الشهير لموريتس إيشر حيث تقوم اليد "أ" برسم اليد "ب" التي ترسم اليد "أ" التي بدورها ترسم اليد "ب".
يقودنا هذا الحلم الثنائي إلى فكرة فلسفية عميقة حول طبيعة الحقيقة. وفي هذا الصدد يقول بارتراند روسال "لو لم يقع التعامل مع هذا الموضوع ببعض الهزل لكان من المستحيل علينا تحمله".
مترجم عن كتاب "سـحـر الـمـفـارقـات" (La magie des paradoxes) لمارتن غاردنر (Martin Gardner) ترجمة وتقديم روضة السالمي 2004، نشر ضمن المجلة العلمية للفتيان الصادرة عن الألكسو

14.12.10

شارل داروين بين التطوّر والانتخاب الطبيعي

ولد شارل روبار داروين (Charles Robert Darwin) عالم حيوان، المشهور بنظرية التطور ومبدأ الانتخاب الطبيعي، ونشأة الإنسان، في إنجلترا سنة 1809، وتوفي سنة 1882، وهو عالم تاريخ طبيعي بريطاني، اكتسب شهرة واسعة بفضل نظريته عن التطور. ومكّنته رحلته على متن سفينة "البيغل" والتي دامت خمس سنوات (1831-1836) من ملاحظة الأحياء، ودراسة التحول في الكائنات الحية عن طريق الطفرات، وتطوير نظريته الشهيرة حول الانتخاب الطبيعي عام 1838. وقد توقّع داروين ردّة الفعل الذي يمكن أن تحدثه هذه النظرية، فلم يصرّح بها في البداية إلا إلى أصدقائه المقربين، في حين تابع أبحاثه ليحضّر نفسه للإجابة على الاعتراضات التي كان يتوقعها على نظريته. وفي عام 1858، علم داروين أن ألفريد ولاس (Alfred Russel Wallace)، يعمل على نظرية مشابهة لنظريته، فاضطر إلى نشر نتائج بحثه، في حين بقي حائرا في ما يتعلّق بالحلقة المفقودة، التي تتوسط الانتقال من طبيعة القردة للإنسان الحديث. أصدر داروين كتابه "أصل الأنواع" في عام 1859، والذي كان بمثابة نقطة البداية في دخول فكرة الأصل المشترك للكائنات لتفسير التنوع في الطبيعة في المجتمع العلمي. عيّن بعدها عضوًا في المجمع الملكي، وتابع أبحاثه وتأليفه للكتب عن النباتات والحيوانات، بما فيها الإنسان. ومن أبرز كتب داروين كتاب "سلالة الإنسان"، وآخر ما كتبه كان حول "دودة الأرض".

9.12.10

الجملة ونقيضها


"تضم هذه الجملة سبعة كلمات". كم يوجد في هذه الجملة من كلمة؟ خمسة كلمات. إذا فمن الواضح أنها خاطئة. ومن هذا المنطلق فعكسها صحيح. "لا تتكون هذه الجملة من سبعة كلمات". خطأ. فالجملة المناقضة تحتوي على 7 كلمات. فهي إذن خاطئة كسابقتها. كيف سنحل هذه المتاهة؟ الشخص الذي استنبط هذه المفارقة ليس معروفا. سأعطيكم الآن مفارقة أخرى غاية في الطرافة: بين هذه المقترحات الحسابية الموجودة هنا، هنالك ثلاث خاطئة:
1)      2+2=4
2)      6X3=17
3)      8/4=2
4)      13-6=5
5)      5+4=9

الإجابة: فقط العملية الحسابية رقم 2 ورقم 4 خاطئة. ونتيجة لذلك فالجملة التي تقول بأن "من بين هذه المقترحات الحسابية الموجودة، هنالك ثلاثة مقترحات خاطئة"، هي جملة خاطئة، مما يجعل منها المقترح الحسابي الخاطئ رقم 3 المطلوب إيجاده.


مترجم عن كتاب "سـحـر الـمـفـارقـات" (La magie des paradoxes) لمارتن غاردنر (Martin Gardner) ترجمة وتقديم روضة السالمي 2004، نشر ضمن المجلة العلمية للفتيان الصادرة عن الألكسو.


4.12.10

سـحـر الـمـفـارقـات

ايبيميناد وأهل الكريت

يقول ايبيميناد: كل أهل الكريت كذابون.
هل قال ايبيميناد الحقيقة؟ لو كان الأمر كذلك فأهل الكريت كذابون. ولكن، بما أن ايبيميناد من الكريت فهو يكذب إذن. فهل كان يكذب؟ لو كان يكذب فأهل الكريت ليسوا كذابين، وايبيميناد قال الحقيقة بما أنه من الكريت. فكيف يمكننا أن نكذب وأن نقول الصدق في نفس الوقت؟
كان ايبيميناد يونانيا غير أننا غير متأكدين من حقيقة وجوده. وتعتبر المفارقة التي تنسب إليه متناقضة منطقيا لو أننا اعتمدنا القاعدة التي تقول بأن الكذابين يكذبون دائما وأن الصادقين يقولون الصدق دائما. ومن ذلك المنطلق لا يمكن اعتبار الفرضية القائلة بأن "كل أهل الكريت كذابون" فرضية صادقة لأنها ستجعل من ايبيميناد كذابا ومن قوله كذبا. غير أنها في نفس الوقت لا يمكنها أن تكون خاطئة لأنها حينها ستقول بأن أهل الكريت ليسوا كذابين مما يعني بأن ايبيميناد قال الصدق وأن كل أهل الكريت كذابون...

لقد انشغل علماء المنطق اليونانيون زمنا طويلا بتلك الفرضيات التي تبدو منطقية ظاهريا غير أنه لا يمكن تأكيدها أو نفيها من دون أن تناقض نفسها. وقد كتب كريسيب الرواقي ستة مسائل حول مفارقة الكذاب، غير أنه، وللأسف، لم تصلنا منها أية مخطوطة.

مترجم عن كتاب "سـحـر الـمـفـارقـات" (La magie des paradoxes) لمارتن غاردنر (Martin Gardner) ترجمة وتقديم روضة السالمي 2004، نشر ضمن المجلة العلمية للفتيان الصادرة عن الألكسو. ولد مارتن غاردنر يوم 21 أكتوبر سنة 1914 بالولايات المتحدة الأمريكية، وتوفي يوم 22 ماي 2010. اهتم منذ طفولته بالعلوم الصحيحة والألعاب السحرية، و في دراسته الجامعية توجه نحو الفلسفة حيث تحصل على الإجازة فيها سنة 1936.
اشتغل في الصحافة والتأليف وتقديم عروض السحر حتى الحرب العالمية الثانية التي شارك فيها. وبعدها أصبح كاتبا حرا كتب الشعر وروايات الخيال العلمي والقصص للفتيان.
كتب مارتن غاردنر وشارك في تأليف ما لا يقل عن 800 كتاب في ميادين علمية متعددة منها العلوم والفلسفة والمنطق واشتهر بالخصوص بكتبه في الرياضيات وفي الألعاب الفكرية وقد ترجمت معظم مؤلفاته إلى لغات عديدة.
يعتبر غاردنر من بين الأوائل الذين حاولوا ووجدوا صيغة ملائمة للجمع بين التسلية والفلسفة والمنطق الرياضي. وقد أطلق عليه المعهد الأمريكي للفيزياء سنة 1983لقب الكاتب العلمي.

18.11.10

المكسيك أم الهند، أيهما تسبّب في انقراض الديناصورات


لماذا انقرضت الديناصورات؟
تعدّدت النظريات العلمية التي تحاول، استنادا على معطيات مادية، إيجاد تفسير منطقي لانقراض الديناصورات. ولعلّ أشهر نظريتين تمكّن أصحابهما من إيجاد إثباتات وأدلة جيولوجية ملموسة هما نظرّية النيزك ونظرية البركان. فاستنادا على العثور على عنصر الإيريديوم Iridium، الذي هو عنصر كيميائي من مصدر فضائي، بين الطبقة الجيولوجيّة من العهد الطباشيري (Le Crétacé) والطبقة الجيولوجية من العصر الثلْثيّ (Tertiaire)، فسّر العلماء وقائع انقراض الديناصورات بأنّ نيزكا كبيرا ارتطم بالأرض، وبالتحديد في خليج يوكاتان (Yucatan) بالمكسيك منذ 65 مليون سنة، مخلّفا ورائه حفرة يبلغ قطرها 180 كيلومترا تسبّبت في ارتفاع سحابة كثيفة من الغبار حجبت نور الشمس لمدة طويلة. وستند النظرية الثانية على وجود طبقات من الحمم البركانية والتي تعرف باسم "فخاخ الديكان" (Trapps du Deccan)، وهي منطقة الهند الوسطى حاليّا، حيث يصل سُمك الصخور البركانية إلى 2400 مترا، بما يفيد بأن تدفّق الحمم والشظايا البركانية وما يصاحبها من غازات خانقة تسببت في إبادة الديناصورات.
وتتشابه هاتان الكارثتان في نتائجهما على الحياة على كوكب الأرض، فقد حدثت تغيرات مناخية تسبّبت في اختفاء الغطاء النباتي وبالتالي انقراض الديناصورات العاشبة تلاها انقراض الديناصورات اللاحمة. وسواء كان نيزكا أو بركانا ما تسبّب في انقراض الديناصورات، فإننا نأمل ألا يتسبّب الإنسان وما يصدره من غازات ملوّثة أحدثت اختلالا في التوازن البيئي في انقراضه.
روضة السالمي

29.10.10

2011، سنة الكيمياء


بقرار من الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وتزامنا مع الذكرى المئوية لحصول مدام كوري (Marie Skłodowska–Curie) على جائزة نوبل للكيمياء، ستحمل سنة 2011 شعار "الكيمياء حياتنا، الكيمياء مستقبلنا". وسيتم التركيز من 27 جانفي إلى غاية 1 ديسمبر 2011، في مختلف دول العالم المشاركة في هذه الاحتفالية، على إبراز أهمية الكيمياء في حياتنا ومستقبلنا، ودورها في تحقيق رفاه الشعوب، والحفاظ على البيئة، وتحقيق التنمية المستدامة، وقدرتها على إيجاد بدائل للطاقة، وإسهامها في تحقيق الأمن الغذائي لما يقارب السبعة مليارات نسمة التي تعمّر الكرة الأرضية. كما ستضع كلّ دول العالم برامج علمية وتثقيفية قصد التعريف بهذا العلم الذي يدرس المادة وتفاعلاتها وعلاقاتها بالطاقة، من أجل تسليط الضوء على أهمية الكيمياء ودورها في خدمة المجتمع، والإشادة بمنجزات علماء الكيمياء ومساهماتهم في خدمة الإنسانية.
ورغم الصورة السلبية للكيمياء الحديثة من حيث إنتاجها لمواد ملوّثة وسامة، ومنتجات معدّلة جينيا قد تؤثّر على الصحة العامة، إلا أنه لا يمكن إنكار دورها الحيوي في تنمية الاقتصاد الدولي المعتمد على الصناعة، وتقدّم الأبحاث الطبية، ومكافحة الجريمة والتزوير، سواء في كشف العقاقير المقوية للرياضيين، أو التعرّف على الأدوية المقلدة. فبفضل الكيمياء يتمكّن المؤرخون وعلماء الآثار وعلماء الحفريات من الحصول على معطيات علمية عن الأعمال الفنية، وتاريخ المادة بالنسبة لعلماء الاستحاثة. كما تشارك الكيمياء في صنع معالم المستقبل من خلال قدرتها على تحويل المواد إلى حجم النانو، وهو جزء من ألف مليون جزء من المادة، وبالتالي تغيير الصفات الفيزيائية والكيميائية للمركبات مما يزيد من أهمية تطبيقاتها العلمية في مجالي الطب والصناعة.
وعلى أمل أن تتمكّن الشركات الكيميائية الرأسمالية الضخمة خلال هذه السنة من إيجاد ميثاق يضع الصحة الإنسانية، والأمن والبيئة، على قائمة أولوياتها وإنتاج مواد كيميائية "نظيفة"، أقول لكم كلّ احتفالية دولية وأنتم بخير. روضة السالمي

28.9.10

غيمة الأحلام الدائرية الفصل الثالث


غيمة الأحلام الدائرية الفصل الثاني




غيمة الأحلام الدائرية الفصل الأول


غيمة الأحلام الدائرية صورة الغلاف والمقدمة



الجائزة الأولى في المسابقة العربية لمسرح الطفل 2009



9.9.10

انقراض الكائنات الحية


انقراض الكائنات الحية

بقلم: روضة السالمي، مستشارة صحفية

تعتبر دراسة الانقراض من العلوم الحديثة نسبيًّا وهي تعنى بدراسة أسباب هذه الظاهرة من خلال دراسة الأحفورات والطبقات الرسوبية. ويتفق جميع العلماء على أن كلّ الكائنات الحية على وجه الأرض بداية من الكائنات الدقيقة إلى الثدييات العملاقة، مرورًا بالنباتات والأسماك والإنسان ومختلف البيئات من أنهار وبحيرات وغابات ممطرة، هي عرضة للانقراض بسبب الكوارث الطبيعية، أو الأنشطة البشرية. وبحسب العلماء فإن سيناريو الانقراض يبدأ بالتقلّص التدريجي لقدرة بعض الكائنات من نباتات وحيوانات على التكاثر إلى أن تتوقّف هذه القدرة نهائيا. وعندما يموت آخر فرد قادر على التكاثر من فصيلة ما، فإن ذلك يعني الانقراض التام واستحالة ظهور هذه الكائنات مجدّدا. وبحسب علماء الأحياء والجيولوجيا والأحفورات، فقد شهد كوكب الأرض منذ بداية الحياة على سطحه، أي منذ حوالي الأربعة بلايين سنة، بعض الانقراضات الكبرى التي حدّدت نهاية حقبة من الزمن وبداية حقبة أخرى.
وتعدّدت الفرضيات حول الأسباب الكامنة وراء انقراض أصناف معينة دون أخرى، فهنالك من العلماء من يرى بأنه قد يكون نتيجة الأوبئة، أو الحساسية الشديدة تجاه النباتات الزهرية وحبوب لقاحها، في حين يعتقد فريق آخر من العلماء أن مذنّبا، بلغ قطره حوالي 10 كيلومترات، قد ارتطم بمنطقة Çhicxulub في شبه جزيرة ياكوتان بالمكسيك منذ 65 مليون سنة، أي في أواخر العصر الكريتاسي، وانجرّت عنه سحابة ترابية حجبت نور الشمس لمدة 6 أشهر، مما تسبّب في تغيّر البنية المناخية والجغرافية على الأرض. وأدى تغيّر معدل الأوكسجين، وهبوط درجات الحرارة، وتوقّف التمثيل الضوئي إلى موت النباتات، وبموتها لم تجد الحيوانات ما تأكله فانقرضت، ولم ينجو من الكارثة سوى الحيوانات الصغيرة كالحشرات والديدان التي أمكنها العيش على جثث الحيوانات أو النباتات المتحلّلة. ثمّ ظهرت أنواع أخرى حيوانية ونباتية أكثر تكيفاً مع الشروط البيئية لتحل محل المنقرضة وتعمّر الأرض بما في ذلك الإنسان العارف (Homo sapiens) الذي ظهر منذ بضع مئات الآلاف من السنين وتسبّب في عملية الانقراض الجماعي المعاصرلأنواع عديدة من الحيوانات والنباتات بسبب أنشطته التي لا تحترم مبادئ التنمية المستدامة، والتي قد تؤدي إلى تعريض حياته هو نفسه إلى الخطر، ووضعه في صدارة القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، التي أنشئها سنة 1963 الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها( IUCN)، شأنه شأن فيل الماموث، ودب الباندا، وطائر الدودو المنقرض، والأوك العظيم، وبط لبرادور، والموّة، والحمام المهاجر، وبقرة ستلر البحرية، والغواجا إحدى أنواع من الحمر الوحشية، وحصان برزيفالسكي، والبيسون الأُوروبي، التي انقرضت في البرية ولكنها حُفظت في الأسر أو في حدائق مفتوحة...
المصادر: http://www.arab-ency.com، http://ar.wikipedia.org، http://www.iucnredlist.org

ديناصورات شمال إفريقيا تنفض عن نفسها الرمال


 بقلم روضة السالمي، مستشارة صحفية

تطالعنا، من حين لآخر، وسائل الإعلام المختلفة بما في ذلك المواقع الإخبارية على شبكة الانترنات، بخبر عن عثور البعثات العلمية، على مستحثات وأحافير هياكل عظمية وآثار أقدام لمخلوقات عملاقة عاشت قبل ظهور الإنسان بملايين السنين، وعمّرت كلّ أصقاع الأرض بما في ذلك شمال القارة الإفريقية، وبالتحديد المناطق الصحراوية الحالية التي كانت قبل ملايين السنين منطقة خضراء وارفة الظلال والأنهار. وفي الواقع، غالبا ما تثير مستحثات هذاه المخلوقات الضخمة، والتي صاغ اسمها السير ريتشارد أوين Sir Richard Owen سنة 1842، الدهشة والفضول، وتنمي الرغبة في تعميق المعرفة بتلك المخلوقات التي استوطنت الأرض قبل ظهور الإنسان، والتي نُحت اسمها من كلمتين هما العظاءة ((δεινός(داينوس) الرهيبة ((σαρο (سوروس). وقد أصبحت اليوم الأحافير العظمية لهذه المخلوقات كنزا جيولوجيا تزدهي به واجهات عديد المتاحف في مختلف بلدان العالم بما في ذلك متحف "ذاكرة الأرض" بولاية تطاوين بالجنوب التونسي، حيث كان لاكتشاف أحافير هذه الزواحف الضخمة بشننى والدويرات وغمراسن وقع كبير على الأهالي الذين لم يكونوا يتوقّعون أن تخرج من رمال الصحراء التي يطئونها بأقدامهم ويعيشون بين كثبانها رسالة من الماضي السحيق على شكل مستحثات عظام وأسنان كركارودونتوزوروس (Carcharodontosaurus saharicus)، هذا الديناصور اللاحم الذي يُطلق عليه اسم "السحلية بأسنان القرش"، والذي دلّت مستحثاته على كبر حجمه، وبيّنت طوله الذي تراوح بين 8 و14 مترا، ووزنه ما بين 7 و8 أطنان. كما لم يتوقّع أهالي الجنوب التونسي، أن يكون ما اعتقدوه غضونا متعرّجة في الصخور الرملية، آثار خطوات متحجّرة لسبينوزوروس ( (Spinosaurus Aegypticus‏أو "السحلية الشائكة"، هذا الديناصور الضخم، قوي الفكّين وحادّ الأسنان، والذي يقتات على غيره من الديناصورات ضئيلة الحجم والأسماك الكبيرة التي كانت تزخر بها هذه المنطقة الصحراوية الحالية، ويصل طوله إلى 18 مترا ويزن 4 أطنان، ويتميّز بوجود شراع من الأشواك العظمية على ظهره والتي يصل طولها إلى 1.8 متر. كما كشفت الرمال بقايا الاغوانودون (Iguanodon)  أو "أسنان الإيغوانا" التي كانت ترقد بسلام مختفية تحت الكثبان، إلى أن نفضت عنها البعثات العلمية غبار التاريخ، وكشفت النقاب عن هذا الديناصور العاشب الذي بلغ طوله 9 أمتار، وقدّر وزنه بحوالي 4 أو 5 أطنان، والذي يمشي على أربعة أقدام ويستطيع الوقوف على قدمين ليتناول أوراق الأشجار، ويعيش في شكل قطعان قرب السباخ التي كانت في تلك الحقبة منتشرة في هذه المنطقة.
ولئن كان عمر الإنسان يقدّر بآلاف السنين، فقد سادت الديناصورات الأرض حوالي 170 مليون سنة، بدءاً من العصر الثلاثي المتأخر (أو العصر الترياسي Triassic Period أي قبل 230 مليون سنة) حتى نهاية العصر الطباشيري (الكريتاسي Cretaceous period أي منذ 65 مليون سنة)، وحسب عديد النظريات العلمية اندثرت هذه المخلوقات العملاقة تماما مع نهاية العصر الطباشيري أي منذ حوالي ‏65‏ مليون عام. ولئن تعدّدت تفسيرات العلماء حول سبب هذا الاندثار الفجائي والشامل، فقد سادت نظرية علمية تبنّت فرضية اصطدام نيزك ضخم بالأرض، انجرّ عنه انتشار الغبار الذي حجب ضوء الشمس لسنوات عديدة، وأحدث سلسلة طويلة من الزلازل المدمّرة، والانهيارات الأرضية القارية، واندفاع أمواج المدّ البحري، مما عرّض النظم البيئية البريّة والبحرية للتدمير، باستثناء النزر القليل الذي تمكّن من التأقلم. ومع انقراض الديناصورات أخذت أنواع جديدة في الظهور وعادت الحياة تدريجيا إلى الأرض، إلى أن ظهر الإنسان، وفي رحلته المعرفية والفكرية ليحدّد مكانته في الكون، تعثّر بمستحثات ديناصور، الشيء الذي جعله يعيد النظر في حجمه الحقيقي، وفي احتمال مواجهته لنفس مصير الديناصورات.‏

15.7.10

كواكب الشتاء وكوكباته، روضة السالمي


الزهرة، هي ثانــى كوكـب في المجموعة الشمسية بعد كوكب عطارد، وأشهر الكواكب بسبب سطوعه بعد وقت الغروب أو قبل شروق الشمس، ولهذا سمي منذ القدم بنجمة المساء أو نجمة الصباح واعتبره الأقدمون رمزا للجمال. ومن بين أشهر وأوضح كوكبات الشتاء التي يمكن تمييزها بسهولة كوكبة الجبار، وكوكبة الثور، وكوكبة الكلب الأكبر، والكلب الأصغر، والثريا، والتوأمين. وتعتبر كوكبة الجبار أنصع وأجمل تشكيلة من تشكيلات النجوم، وتمثل صياداً جباراً عريض المنكبين يمتدان من منكب الجوزاء إلى المرزم وفي الوسط ثلاثة نجوم متقاربة تُعرف بالنطاق. وتحت النطاق يوجد نجم وسديم يدعى بسديم الجبار، والمجموعة هي عبارة عن غاز وغبار كوني ونجم يتدلى من النطاق إلى نجم السيف، ويبدو الجبار، في سماء الشتاء، فارج الرجلين ويحمل بيديه قوساً ضخماً مكوناً من عدة نجوم، وتتمثل رجل الجبار اليمنى بنجم ريجيل واليسرى بنجم السيف. أما كوكبة الكلب الأكبر فهي تقع إلى الجنوب الشرقي من الجوزاء وأهم نجومها الشعري اليمانية، وهي نجم أبيض متوهج وأقوى النجوم لمعانا على الإطلاق. ومجموعة الكلب الأكبر مكونة من عدة نجوم تشبه كلبا يجلس القرفصاء، ويمثل الشعرى اليمانية، التي هي نجم ثنائي، رأس الكلب، وسميت الشعرى اليمانية لكونها في الجنوب. أما كوكبة الكلب الأصغر فتتألف من نجمين اثنين فقط، أحدهما ساطع جداً وهو نجم أبيض مصفر، وتسميه العرب الشعرى الشامية، والنجم الآخر نجم خافت. وتشكل الشعرى الشامية، مع الشعرى اليمانية، ومنكب الجوزاء مثلثاً سماوياً من النجوم الساطعة في فصل الشتاء. وتظهر كوكبة الثور إلى الشمال الغربي من كوكبة الجوزاء، والنجم الرئيسي فيها هو نجم الدبران، وهو نجم برتقالي اللون، وتوجد بجانبه خمسة أنجم متقاربة تُعرف بالقلائص. وإلى الشمال الغربي من القلائص مباشرة هنالك عدة نجوم خافتة متقاربة تُعرف بعقد الثريا، وهي ستة نجوم، ويراها البعض سبعة نجوم، وتعتمد عادة على قوة العين، وقد قال الشاعر العربي في ذلك:
إذا ما الثريا في السماء تعرضت***يراها الحديد العين سبعة أنجـم
عـلى كـبـد الجـرباء وهي كـأنهـا***جبيـرة درّ ركبت فوق معصم
فهي إذن ستة أو سبعة أنجم، وعند النظر إليها بالتلسكوب تظهر مكونة من عنقود نجمي. والثريا هي جزء من كوكبة الثور، ويتبرك العرب بها، بينما يعتبرون الدبران نجماً مشئوماً، كما يعتبر العرب المسافة بين الدبران والثريا شؤماً ونحساً. وأفضل وقت لرؤية كوكب التوأمان هو شهر فيفري (شباط)، إذ يظهر إلى الشمال الشرقي من الجوزاء وفيه نجمان ساطعان توأمان هما كاستور وبلوكس. ويظهر عند مشاهدته بواسطة التلسكوب نجماً سداسياً مكوناً من ستة أنجم تدور حول مركز معين بينهما.

كوكب الأرض وبرتوكول كيوتو، روضة السالمي


يختلف كوكب الأرض عن بقية كواكب المجوعة الشمسية، فكل ما فيه ينبض حياةً. جوّه، وتضاريس سطحه، ودرجات حرارته الملائمة، وحقله المغناطيسي، وبعده عن الشمس بشكل يناسب العيش. غير أن بعض ممارسات الإنسان وأبرزها إزالة الغابات والمناطق الخضراء وتلويث البحار والمحيطات، قد أثرت سلبا على ذلك النظام الرائع والتوازن البيئي المدهش. والثابت أن ما يعانيه هذا الكوكب من الاحتباس الحراري يفوق في حجمه وخطورته أي مشكلة أخرى تهدد العالم حالياً، ذلك لأنه يهدد آلاف الأرواح والمنشآت بسبب ما ينتج عنه من فيضانات وأعاصير وموجات جفاف وحرائق غابات، وتداعيات أخرى يصعب حصرها. وليس من المبالغة في شيء وصف هذه التداعيات بأنها مدمرة، وليس من قبيل المزايدة القول بأنها قد تتسبب في رسم خريطة جديدة للكرة الأرضية، وللتوزيعات البشرية عليها. ولعل هذا ما دعا جموع العالم إلى الاجتماع على هدف واحد هو محاولة الحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة ووقف ظاهرة الاحتباس الحراري. ومن أجل هذا صادقت حوالي 141 دولة من بينها 12 دولة عربية على برتوكول كيوتو وآلياته المختلفة.

الساعة الشمسية، روضة السالمي


لطالما كان الوقت مفصلا أساسيا في التاريخ، فنحن نخضع للزمن ونعيش مع انسياب دقائقه، ولطالما ارتبطت الساعات بالنهضة الثقافية والحضارية، فتزينت المدن بساعات أصبحت مع مرور الوقت علما تاريخيا، ومزارا سياحيا، وشاهدة على الحضارات. واختلف المؤرخون في تعيين أي من بلدان الشرق مهد الحضارات كان له فضل الأسبقية في ابتكار الساعة بأنواعها ولا احد يستطيع أن يقرر من هو أول من أدرك فكرة استعمال الساعة لقياس الوقت ولكننا نعلم بان الإنسان القديم استعمل الساعة الشمسية منذ زمن بعيد يرجع تاريخه إلى العصر الحجري.
يطلق على الساعة الشمسية اسم المِزْوَلَة. ويقدر تاريخ ظهورها إلى العام 3500 ق.م.، وتتألف في أبسط أشكالها، من عصا عمودية مغروسة في الأرض، ويتحدد الزمن بطول الظل المنعكس للعمود على الأرض، أو على المستوى الأفقي.ويسمى القضيب الذي يلقي الظل المَيْل ،ويركب بحيث يكون متوازيا مع محور الأرض. وغالبا ما يرفق بهذه المزاول رسم أو جدول لتحويل التوقيت الشمسي الحقيقي إلى توقيت الساعة المعهود. وتعتبر عملية رصد ظل الشمس مفيدة جداً، إذا قمنا بها على فترات طويلة. ففي الصيف، عندما تقترب الشمس من السمت، يكون ظلها أصغر منه في الشتاء. وهذا يبين لنا أن ارتفاع الشمس في السماء يتغير باختلاف الفصول، وأن طول النهار يتغير هو الآخر. ويرجع ذلك إلى حركة دوران الأرض حول الشمس، التي تتم وفقـاً لميل محور دوران الأرض، الذي لا يتغير أثناء دوران الأرض حول الشمس.
اكتشف المسلمون المزاول إبان توسعهم في العالم اليوناني في القرن السابع الميلادي. وكان استخدامها لقياس الوقت ولتحديد أوقات الصلاة، وساهم الفلكيون المسلمون بشكل جوهري في هذا العلم من الناحيتين النظرية والتطبيقية معا، وتحمل أغلب المزاول الإسلامية خطوطا للساعات - زمنية أو اعتدالية - ولصلاتي الظهر والعصر، وبما أن بدء هاتين الصلاتين يتحدد بواسطة أطوال الظل، لذلك كان تعيين أوقات الصلاة بواسطة المزولة ملائما تماما.

مفهوم علم الفلك، روضة السالمي


تعني كلمة فلك في اللغة العربية المدار أو المسار، حيث يبحث علم الفلك في مدارات ومسارات الأجرام السماوية والمبنى الجيولوجي وخصائصها الفيزيائية. وفي المصطلح العلمي تعني كلمة (Astronomie)وهي من أصل يوناني قوانين الكواكب: (astron = كوكب،nomos = قانون)". ويعتبر علم الفلك أو"علم الفضاء" من العلوم الجذابة والممتعة والحيوية لجميع سكان الكرة الأرضية، فالكون بكواكبه ونجومه ومجراته وجاذبيته المذهلة مافتئ يجلب اهتمام كل شرائح المجتمع خاصة بعد ابتكار الأدوات المناسبة واستعمال التلسكوبات المتطورة تقنيا، التي ساعدت على تقريب أبعد النجوم والسدم الكونية والمجرات الهائلة في ضخامة الحجم وفي شدة الإضاءة.

غاليلي، أكثر من 400 سنة على رحيله، روضة السالمي


منذ ما يناهز 400 سنة، وتحديدا سنة 1609، وفي اللحظة التي وجّه فيها غاليليو، عالم الفلك الايطالي الشهير، تلسكوبه إلى السماء، عاش علم الفلك تحولا كبيرا في مساره من علم يعتمد على العين المجردة وبعض الأدوات البسيطة (كذات الربع وذات السدس ومسطرة زاوية اختلاف المنظر، وغيرها من الأدوات التي استخدمها تيكو براهي Tycho Brahe في أرصاده) إلى علم رصدي دقيق.
ومن خلال منظاره، قام غاليليو بعدة أرصاد استنتج منها ملاحظات ثورية، فقد رأى سطح القمر مليئاً بالحفر والتضاريس، أي أنه ليس أملساً منتظماً كما كان يُظن، الشيء الذي يُبطل فكرة كمال الأجرام السماوية، وشاهد أربعة أقمار حول المشتري – وهي التي تسمى اليوم الأقمار الغاليليانية (آيو Io، أوروبا Europe، غاينيميد Ganyméde، وكاليستو callysto). كما رصد غاليليو أطوار الزهرة، ورأى انتفاخين على سطح زحل فافترض أنهما أيضاً أقمار، وذلك لأن منظاره لم يكن من القوة ليسمح له بتمييز حلقات زحل الضخمة.
وقد فسر غاليليو العدد الكبير من النقاط المضيئة والمنفصلة التي رصدها في درب التبانة بأنها نجوم بعيدة جداً، وكان أول من أشار إلى البقع الشمسية. يقول غاليليو ساخراً من أدعياء مركزية الأرض: "إن من يفضّل فكرة تحرك الكون بأسره كي تبقى الأرض ثابتة، لهو أكثر بعداً عن العقل ممن يتسلق قمة قبّة ليلقي نظرة على ضواحي المدينة، ثم يطلب تدوير المنطقة بأسرها كي لا يكلف نفسه عناء تحريك رأسه..!"

أسبوع عالمي للفضاء، روضة السالمي


شهد العالم يوم 4 أكتوبر 1957 إطلاق كرة معدنية صغيرة الحجم (تزن حوالي 84 كغ) في مدار حول الأرض. وبعد ساعات من الإعلان عن إطلاقها إلى الفضاء، اتجه الناس إلى السماء ينظرون في ذهول إلى هذا القمر الثاني التابع للأرض. لقد غيّر سبوتنيك 1 نظرة الإنسان إلى السماء، ومنذ ذلك الوقت دخل الإنسان عصر اكتشاف الفضاء الذي ما زال مستمرا إلى اليوم. ويعتبر الرابع من أكتوبر من كل عام بداية للاحتفال الدولي بأسبوع الفضاء العالمي لإبراز مساهمة العلوم والتكنولوجيا الفضائية في تحسين ظروف البشر. وتشترك جميع دول العالم في إقامة نشاطات وبرامج تربوية متعلقة بالفضاء على امتداد أسبوع إلى غاية العاشر من نفس الشهر الذي يوافق إعلان اتفاقية الفضاء الخارجي 10 أكتوبر 1967.

خطوات عملاقة صغيرة، روضة السالمي


منذ أربعين عاما وبالتحديد يوم 20 جويلية 1969، استقبل القمر ولأوّل مرّة في تاريخه ضيفين أرضيين نزلا من مركبة "أبولو 11" وراحا يخطوان الخطوات الأولى على سطحه، كانت بالفعل خطوات صغيرة ولكنها عملاقة في نفس الوقت. فقبل هذا التاريخ كان القمر جرما صغيرا قصيا ورمزا للأحلام والجمال وكل ما هو بعيد المنال، وبعد استكشافه ونزول كلّ من نيل أرمسترونغ وإدوين ألدرين على سطحه تلاشى لغزه الذي حيّر الإنسانية منذ الأزل، وظهرت حقيقته الملموسة للعيان على شكل جرم قاحل، خال من الهواء، ومجرد صخرة غير مضيافة مليئة بالحفر والفوهات البركانية.
لقد أنزلت رحلة "أبولو 11" القمر من عليائه وبدت الأرض من على سطحه صغيرة، وزرقاء، ومتلألئة، وأثبتت هذه الرحلة أن الخيال العلمي أوسع بكثير من الخيال الشعري، وأن علم الفلك أكثر خيالا ورومانسية من الفن، وأنّ تنامي شعور الإنسان بالضآلة أمام الكون المترامي الأطراف سيثير الفضول والرغبة في المعرفة لديه. فبفضل تطوّر العلوم وتقدّم التكنولوجيا أصبحنا اليوم نتحدّث عن عديد المحطات الفضائية ومئات الأقمار الاصطناعية، وعشرات المسابر فائقة التطوّر التي تجوب النظام الشمسي على شكل مركبات آلية تسير فوق المريخ تلتقط الصور وتحلّل التربة بحثا عن إمكانية لإثبات فرضية قدرته على احتضان البشرية بعد أن أصبحت الأرض مهددة بعديد المشاكل البيئية، أو على شكل مقاريب ضخمة تسبر أعماق الكون في محاولة لإيجاد آثار حياة بعيدة. غير أنّ أملنا الوحيد يكمن في الحفاظ على كوكب الأرض الذي ليس لدينا في الوقت الحالي مكان آخر نلجأ إليه، فروّاد "أبولو 11" لم ينبهروا بالنجوم من موقعهم البعيد عن الأرض، بل قالوا في كلمات حفّزت الوعي البيئي بأن كوكب الأرض كان جميلا وهشّا...

تياران يفسران التنوّع البيولوجي، روضة السالمي


يقصد بالتنوع البيولوجي تنوع جميع الكائنات الحية، والتفاعل في ما بينها، بدءا بالكائنات الدقيقة التي لا نراها إلا بواسطة المجهر، وانتهاء بالأشجار الكبيرة والحيتان الضخمة مرورا بكل أصناف الحيوانات والحشرات. ويقاس التنوع في النظام البيئي بمقدار التعدد في أنواع الكائنات الحية الموجودة بهذا النظام، مع الأخذ في الاعتبار تحديد الأنواع السائدة والسائدة نسبياً. ومع انتشار الوعي البيئي ظهر تياران فكريان حول مسألة تناقص التنوع البيولوجي، يقول التيار الأول بأن تدهور الأنواع البيولوجية أو انقراضها وتعويضها بأنواع أخرى هي عملية تتم منذ العصور الجيولوجية الأولى وقد شهدت هذه الأنواع عديد التغيرات كماً وكيفاً منذ نشأة الأرض حتى الآن، فكل نوع له عمر افتراضي وليس للإنسان دور في ذلك، فعلى سبيل المثال اختفت الديناصورات والزواحف كبيرة الحجم وحلت محلها زواحف أصغر منها حجماً واندثرت النباتات السرخسية (نباتات وعائية لا تمتلك بذورا نباتية كست الأرض خلال عصور ما قبل التاريخ، وساهمت في تكوين الفحم فيما بعد)، وحلت محلها مُعَرّاة البذور والتي تراجعت بدورها ليحل محلها مُغَطّاة البذور. في حين يؤكد التيار الثاني على تأثير الإنسان ونشاطه الاقتصادي على المُحيط الحيوي بسبب الاستغلال السيئ للمساحات الخضراء والموارد الطبيعية والثروات الحيوانية ولاسيما زيادة كميات الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض.

السنة الدولية للتنوّع البيولوجي، روضة السالمي


إن التنوع البيولوجي هو أساس الحياة على الأرض وأحد ركائز التنمية المستدامة. ودون حفظ التنوع البيولوجي واستخدامه بصورة مستدامة، تنخفض قدرة كوكبنا على الاستمرار في الوجود. وهذا هو السبب الذي دفع قادة العالم الذين شاركوا في مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة في جوهانسبرغ عام 2005 إلى الاتفاق على تحقيق خفض كبير في معدل فقدان التنوع البيولوجي بحلول سنة 2010. وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2010 سنة دولية للتنوع البيولوجي، ودعت إلى مزيد من الاهتمام الدولي بمسألة استمرار فقدان التنوع البيولوجي، والتشجيع على اتخاذ إجراءات على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي لدعم أنشطة البلدان النامية في هذا المجال، ولا سيما أقل البلدان نموا والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان التي تمر اقتصادياتها بمرحلة انتقالية. ومن الملامح البارزة لهذه السنة عقد الاجتماع العاشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي في ناغويا، اليابان من أجل صياغة استراتيجيات مستقبلية للحفاظ على النظم الإيكولوجية للكوكب.

الشفرة ثنائية الأبعاد، روضة السالمي


تمثّل الشفرة ثنائية الأبعاد وسريعة الاستجابة (Quick Response Code) جزءًا أساسيًا من الحضارة الحديثة، حيث انتشر استخدامها على نطاق واسع في عديد البلدان من العالم.
وهي عبارة عن تمثيل ضوئي سريع الاستجابة لبيانات تستطيع الحواسيب والهواتف الجوالة قراءتها. ويختلف هذا الجيل الجديد من الشفرات الذي وضعه اليابانيون منذ سنة 1994، والذي يعتمد شكله على مربعات سوداء وبيضاء، عن الرموز الشريطية أحادية البُعد، من حيث قدرته على التخزين الأفقي والعمودي لآلاف البيانات التي يمكن أن تكون على شكل أرقام، وصور، ومقاطع فيديو، نصوص، وروابط تشعبية إلى صفحة الويب الخاصة بالمنتوج، كما تقوم بعض الهواتف المحمولة بقراءة الشفرة وتصفح الموقع مباشرة.

نحن والشمس، روضة السالمي


لماذا نحتاج إلى تعميق معرفتنا بهذا النجم القزم الأصفر البالغ من العمر نحو أربعة مليارات عام ونصف، والموجود في إحدى أذرع مجرة درب التبانة، ويسطع في سماء كوكبنا، وتبعث أشعته الدفء فينا؟ هل لأنه أقرب النجوم إلى الأرض والنجم الوحيد الذي يمكن رؤية معالم سطحه بواسطة المقراب؟ أم لأن الطاقة التي يزوّدنا بها ضرورية للحياة النباتية والحيوانية، ولتكوّن الطاقات الأخرى الموجودة على كوكب الأرض مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعي والرياح؟.

الغلاف الجوي، روضة السالمي


إن وجدت الحياة على الأرض، واستمرّت إلى يومنا هذا، فالفضل يعود في ذلك إلى الغلاف الجوي الذي يحيط بكوكبنا ويحميه من أشعة الشمس. وهو عبارة عن طبقة من الغازات تحيط بالكرة الأرضية بفعل الجاذبية. ويقوم الغلاف الجوي بحماية الأرض من الأشعة فوق البنفسجية كما يعمل على تعديل درجات الحرارة. غير أن هذا الغلاف أخذ يتآكل بفعل تكاثف الأنشطة البشرية المستنفذة للبيئة. وتعتبر المناطق القطبية وبالأخص قارة أنتاركتيكا أفضل موقع لدراسة تغيّر المناخ، والغازات المتسبّبة في الاحتباس الحراري، وثقب الأوزون. حيث يجتمع علماء من دول مختلفة ومن شتى الاختصاصات العلمية ليقوموا بأبحاث وتجارب لا يمكن اجرائها في أي مكان آخر في العالم.

عشرون عاما من استكشاف الكون، روضة السالمي


احتفل العالم بأسره خلال السنة الجارية بمرور 20 عاما على إطلاق التليسكوب هابل (Hubble) الذي تمّ إطلاقه بنجاح أواخر شهر أفريل من سنة 1990 في مدار حول الأرض على ارتفاع 600 كيلومترا. ومنذ ذلك التاريخ، ما انفكّ هذا التليسكوب يرصد بنجاعة فائقة منطقة الضوء المرئي، والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، ويلتقط صورا تفصيلية لأقصى حدود الكون المعروف بما ساعد العلماء في تحديد عمر الكون وتحقيق العديد من الاكتشافات التي شكّلت منعطفا هاما في المعرفة البشرية.
وقد أحدث هذا التليسكوب الشهير، الذي هو ثمرة التعاون التقني بين وكالة الفضاء الأمريكية "نازا" (NASA) ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، والذي لا يتجاوز وزنه 11 طنا، ثورة كبيرة في ميدان الرصد الفلكي. وعلى الرغم من بعض المشاكل التقنية التي واجهها خلال سنواته الثلاث الأولى بسبب عيب تقني في مرآته الرئيسية العاكسة، إلا أنه، وبعد أن تمّ إصلاح هذا العيب، وفّر للمختصين في علم الفلك وللهواة، على حدّ السواء، آلاف الصور الرائعة وعالية الدقة عن مكوّنات الكون، إضافة إلى ما يحتفظ به في ذاكرته من صور ناهزت نصف مليون صورة.
وعلى امتداد عشرين عاما التقط هذا التليسكوب الذي يحمل اسم عالم الفلك الأمريكي الشهير، وصاحب نظرية الكون المتمدّد، إدوين هابل (Edwin Powell Hubble) صورا فائقة الدقة زوّدت البشرية بمعلومات مثيرة عن المجرات، والنجوم المحتضرة، ومنظومات الكواكب حول النجوم، والثقوب السوداء، وسحب الغاز العملاقة، وساعد على القياس الدقيق لعمر الكون، وأكّد وجود الطاقة السوداء.
ورغم صعوبة تحديد ما تبقى لـ"هابل" من زمن ليواصل العمل بنجاعة في الفضاء، فإنه وبفضل تمكّنه سنة 2009 من تحديث تجهيزاته التقنية بعدسة واسعة المدى البصري من الجيل الثالث (WFC3) وراسمة طيف (Cosmic Origins Spectrograph)، ما يزال بإمكانه أن يضيف الكثير للمعارف الإنسانية ويسهم في حلّ اللغز الكوني ويبهر البشرية لسنوات طويلة قادمة، قبل أن يأتي جيل آخر من التليسكوبات ذات التكنولوجيا المتطوّرة لتأخذ عنه المشعل وتقدّم للإنسان معطيات جديدة تساعده في تفهّم مكانته في الكون وتسهم في وعيه بضرورة الحفاظ على كوكب الأرض.
المصادر: http://www.nasa.gov

إنه الماء، روضة السالمي


هو أساس الحياة، أرخص موجود وأغلى مفقود. يغطي أكثر من 70% من سطح الأرض، ويملأ المحيطات، والأنهار، والبحيرات. يوجد في باطن الأرض، وفي الهواء، وفي كل مكان. عندما تشح السماء تجف الأراضي. وعندما تهطل الأمطار فجأة وبغزارة، تهلك المحاصيل وتغرق السيول كلّ ما يعترض طريقها. إنه الماء. على ضفافه ازدهرت الحضارات. ولأجله اشتعلت الحروب والنزاعات. وعندما شحّ وجوده انهارت مدن، وبادت أمم. اسمه العلمي هو أكسيد الهيدروجين. ومن التحام ذرتي هيدروجين وذرة أكسيجين نشأ. ما بين الصفر و100 درجة مائوية يكون سائلا شفافا منعدم اللون والطعم والرائحة. أما تحت درجة الصفر المائوية فيتحول إلى جسم صلب ناصع البياض. ويتحوّل إلى بخار بدرجات حرارة مختلفة.

يوم الشريط الوثائقي التونسي 30 مارس 2024 بمدينة العلوم بتونس

  انطلاقا من دورها في المساهمة في تطوير ونشر الثقافة العلمية والتكنولوجية، وفي إطار برنامجها السنوي لعام 2024، وانطلاقا من أهمية الأشرطة الو...