18.4.12

مرور الزهرة أمام قرص الشمس، 06 جوان 2012

سيكون هواة علم الفلك على موعد استثنائي مع ظاهرة مرور كوكب الزهرة من أمام قرص الشمس، خاصة وأنها تُعدّ قليلة الحدوث، إذ تتكرر في دورة مدتها 243 سنة، بعبورين يفصل بينهما 8 سنوات ثم آخر بعد 121.5 سنة، يليه آخر بعد 105.5 سنة.
ويعتبر مرور الزهرة بتاريخ 6 جوان 2012، آخر عبور خلال هذا القرن.
وسيكون ظاهرا في جزر الهاواي، أستراليا، المحيط الهادي، وشرق آسيا، وسيتابع سكان شمال أمريكا بداية العبور، في حين ستكون نهاية العبور ظاهرة فوق سماء أوروبا الغربية.
وسيكون الموعد القادم لسكان الأرض مع هذا الحدث عام 2117.
وللتذكير فقد كان يوم 8 جوان من سنة 2004 آخر مرّة وقع فيها هذا الحدث الفلكي، وقبلها سنة 1882، أي منذ 130 سنة من الآن وقبله سنة 1874.
ويعتبر العالم المسلم الفارابي، حسب بعض المصادر التاريخية، أوّل من رصد هذا العبور في عام 910م، وأول من توقع من العلماء الأوروبيين حالات عبور الزُهَرة أمام قرص الشمس هو جوهانز كيلبر (Johannes Kepler) عام 1627، إذ أكّد على أن الزُهَرة وعطارد سيعبران عام 1631 من أمام قرص الشمس، غير أنه توفي قبل التأكّد من صحّة حساباته الفلكية.
وفي سنة 1639 تمكّن الإنجليزيان وليامز كرابتري (William Crabtree) وجريمي هوروكس (Jeremiah Horrocks) من رصد هذه الظاهرة. تلاه عبور عام 1761 ثم عام 1769 ثم عام 1874 وعام1882 مما يجعل ظاهرة العبور لكوكب الزُهَرة حدثت فقط سبعة مرات منذ اختراع المقراب.
وبما أن قرص الشمس الظاهري هو أكبر بمقدار 32 مرة من قرص الزُهَرة الظاهري، فستكون متابعة هذا الحدث متاحة من خلال استخدام نظارات خاصة تيسّر رؤية مختلف مراحل مرور بقعة سوداء على قرص الشمس تختلف عن البقع الشمسية.
وعلى الرغم من أن ظاهرة مرور كوكب الزهرة من أمام قرص الشمس حدثت عديد المرات عبر القرون، إلا أنّ غالبية علماء الفلك القدامى اعتقدوا أنها لا تعدو عن كونها بقعة شمسية. وبفضل العلم الحديث الذي يمكّن من الاحتساب الدقيق لمواعيد الظواهر الفلكية أصبح من اليسير مواكبة هذه الظاهرة ومعرفة مواعيدها.
روضة السالمي، تونس، أفريل 2012

يوم الشريط الوثائقي التونسي 30 مارس 2024 بمدينة العلوم بتونس

  انطلاقا من دورها في المساهمة في تطوير ونشر الثقافة العلمية والتكنولوجية، وفي إطار برنامجها السنوي لعام 2024، وانطلاقا من أهمية الأشرطة الو...