15.7.10

عشرون عاما من استكشاف الكون، روضة السالمي


احتفل العالم بأسره خلال السنة الجارية بمرور 20 عاما على إطلاق التليسكوب هابل (Hubble) الذي تمّ إطلاقه بنجاح أواخر شهر أفريل من سنة 1990 في مدار حول الأرض على ارتفاع 600 كيلومترا. ومنذ ذلك التاريخ، ما انفكّ هذا التليسكوب يرصد بنجاعة فائقة منطقة الضوء المرئي، والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، ويلتقط صورا تفصيلية لأقصى حدود الكون المعروف بما ساعد العلماء في تحديد عمر الكون وتحقيق العديد من الاكتشافات التي شكّلت منعطفا هاما في المعرفة البشرية.
وقد أحدث هذا التليسكوب الشهير، الذي هو ثمرة التعاون التقني بين وكالة الفضاء الأمريكية "نازا" (NASA) ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، والذي لا يتجاوز وزنه 11 طنا، ثورة كبيرة في ميدان الرصد الفلكي. وعلى الرغم من بعض المشاكل التقنية التي واجهها خلال سنواته الثلاث الأولى بسبب عيب تقني في مرآته الرئيسية العاكسة، إلا أنه، وبعد أن تمّ إصلاح هذا العيب، وفّر للمختصين في علم الفلك وللهواة، على حدّ السواء، آلاف الصور الرائعة وعالية الدقة عن مكوّنات الكون، إضافة إلى ما يحتفظ به في ذاكرته من صور ناهزت نصف مليون صورة.
وعلى امتداد عشرين عاما التقط هذا التليسكوب الذي يحمل اسم عالم الفلك الأمريكي الشهير، وصاحب نظرية الكون المتمدّد، إدوين هابل (Edwin Powell Hubble) صورا فائقة الدقة زوّدت البشرية بمعلومات مثيرة عن المجرات، والنجوم المحتضرة، ومنظومات الكواكب حول النجوم، والثقوب السوداء، وسحب الغاز العملاقة، وساعد على القياس الدقيق لعمر الكون، وأكّد وجود الطاقة السوداء.
ورغم صعوبة تحديد ما تبقى لـ"هابل" من زمن ليواصل العمل بنجاعة في الفضاء، فإنه وبفضل تمكّنه سنة 2009 من تحديث تجهيزاته التقنية بعدسة واسعة المدى البصري من الجيل الثالث (WFC3) وراسمة طيف (Cosmic Origins Spectrograph)، ما يزال بإمكانه أن يضيف الكثير للمعارف الإنسانية ويسهم في حلّ اللغز الكوني ويبهر البشرية لسنوات طويلة قادمة، قبل أن يأتي جيل آخر من التليسكوبات ذات التكنولوجيا المتطوّرة لتأخذ عنه المشعل وتقدّم للإنسان معطيات جديدة تساعده في تفهّم مكانته في الكون وتسهم في وعيه بضرورة الحفاظ على كوكب الأرض.
المصادر: http://www.nasa.gov

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يوم الشريط الوثائقي التونسي 30 مارس 2024 بمدينة العلوم بتونس

  انطلاقا من دورها في المساهمة في تطوير ونشر الثقافة العلمية والتكنولوجية، وفي إطار برنامجها السنوي لعام 2024، وانطلاقا من أهمية الأشرطة الو...