25.4.11

كيميائيون عرب: مسلمة المجريطي

بمناسبة السنة الدولية للكيمياء، يسرّني أن أقدّم نبذة بسيطة عن بعض العلماء المسلمين الذين أسهموا في تطوّر المعارف والعلوم.

يعتبر أبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي، الملقّّب بإمام الرياضيين في الأندلس، وصاحب كتاب "رتبة الحكيم في الكيمياء" أحد أهمّ علماء الرياضيات والكيمياء والفلك في الأندلس والمغرب العربي.
ولد المجريطي بمدريد سنة 340 هـ/ 950 م وتوفي بقرطبة سنة 397 هـ/1007 م. وقد درس أبو القاسم العلوم الطبيعية والرياضة والفيزياء واطّلع على كتب من سبقوه من العلماء. وكان يعدّ حجة عصره في الكيمياء، فقد حرّر علم الكيمياء من الخرافات والسحر، ودعا إلى دراسته بطريقة علمية تعتمد على التجربة والاستقراء. وكان يرى أن الرياضيات ضرورية في دراسة الكيمياء، وأولى عناية كبيرة بالتجارب الخاصة بالاحتراق والتفاعلات التي تنتج عنه، واشتهر بتحضيره لأكسيد الزئبق.
ومن أهمّ مؤلفات المجريطي كتاب "رتبة الحكيم في الكيمياء" الذي أوضح فيه أهمية دراسة العلوم الأخرى لمن يريد الاشتغال بالكيمياء لأنها تساعده على قوة الملاحظة والتفكير الدقيق في العمليات الكيميائية، وكتاب "غاية الحكيم" الذي ترجم إلى اللغة اللاتينية في عام 1252 م تحت عنوان (Picatrix) وهو كتاب موسوعي احتوى على مقالات في تاريخ الحضارة في أقدم عصورها ومستنبطات من تواريخ الأمم الشرقية كما احتوى على مقالات في العلوم مثل الكيمياء والفلك والسحر والحيل والرياضيات. وكان لهذا العالم الكيميائي اهتمام واسع بعلم الفلك حيث درس زيج الخوارزمي وزاد عليه، وكتب رسالة في آلة الرصد المعروفة بالإسطرلاب. كما ترك المجريطي أبحاثا قيمة في مختلف فروع الرياضيات كالحساب والهندسة.
روضة السالمي، تونس 2011

يوم الشريط الوثائقي التونسي 30 مارس 2024 بمدينة العلوم بتونس

  انطلاقا من دورها في المساهمة في تطوير ونشر الثقافة العلمية والتكنولوجية، وفي إطار برنامجها السنوي لعام 2024، وانطلاقا من أهمية الأشرطة الو...