12.12.11

مؤتمر الإتحاد العربي العاشر لعلوم الفضاء والفلك

تستضيف الجمعية الفلكية العمانية في سلطنة عمان مؤتمر الإتحاد العربي العاشر لعلوم الفضاء والفلك الذي يعقد بالتعاون مع وزارة النقل والإتصالات و الإتحاد الفلكي الدولي(IAU) ومكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (UNOOSA) ومجلس البحث العلمي وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا NASA ) ووكالة الفضاء الأوربية (إيسا ESA) والشبكة البينية الإسلامية لعلوم الفضاء والتقنية بإذن الله في الفترة من 12-15 ربيع الأول 1433هـ الموافق 5-8 فبراير/شباط 2012م في مسقط بسلطنة عمان. تحت شعار :

" دور علوم الفلك والفضاء في تطوير المجتمعات المعاصرة"

الإتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك (AUASS) هيئة فلكية فضائية عربية غير ربحية وأحد الاتحادات النوعية التابعة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، مقره مدينة عمان في المملكة الأردنية الهاشمية ، تأسس رسمياً سنة 1998.



للتسجيل بالمؤتمر إضغط هنا http://www.falakoman.org/10thAUASSconf/Registration.aspx?i11s1



8.12.11

تقديم كتاب "قراءة أولية في تاريخ علم الفلك الغربي"

قرأت لكم كتاب "قراءة أولية في تاريخ علم الفلك الغربي"
إن ما رأيناه هو حقيقي وما لم نره هو أكثر حقيقة

سلسلة: تاريخ العلوم
العنوان: تاريخ علم الفلك الغربي
المؤلف: لودوفيك سالنيكيار Celnikier, Ludwik Marian، عالم فلك فيزيائي بمرصد ميدون بفرنسا (l'Observatoire de Meudon)، مدير أبحاث بالمركز الوطني للبحث العلمي (CNRS)
تقديم: جون كلود بيكار Picard, Jean-Claude أستاذ مبرّز قسم الإعلام والاتصال، جامعة لافال Laval، كندا
تاريخ الإصدار: أفريل1996
عدد الطبعة: الثانية
دار النشر: دار التقنية والتوثيق بباريس TEC DOC
عدد الصفحات: 392
الحجم: 13,5 سم x 21 سم
الرقم الدولي المعياري للكتاب (ISBN): 9782743000905

كثيرة هي الكتب العلمية التي نشرها الباحثون والعلماء، إلا أن أغلب هذه الكتب والبحوث العلمية لا تقرأ سوى للضرورة العلمية والفضول المعرفي. وما يبقى في الذاكرة حقا من هذه الكتب هو ما يمس الإحساس ليصل إلى العقل... ينتمي هذا الكتاب الذي أحدثكم اليوم عنه، إلى هذه الفئة من الكتب القريبة إلى القلب والعقل معا. ففي مقاربة لودوفيك ماريان سالنيكيار لتاريخ علم الفلك نجد أنه توصل إلى إيجاد ذلك التناغم المطلوب بين ما هو علمي وما هو اجتماعي ثقافي وفني. إذ تتميز مقاربته بتعدد مشاربها وتنوع فضاءاتها المعتمدة على الاستقراء الموضوعي وعلى البحث التاريخي، ومن خلال ذلك، وبأسلوب مغاير تماما لما هو سائد، يلقي الكاتب ضوءا كاشفا على تعاقب التفسيرات التي أعطيت للظواهر في الكون والفضاء وعلى الآراء المسبقة التي كونت نواة تلك التفسيرات وعلى الوسائل التقنية المتبعة في العلوم الأخرى... عن كل ذلك إذن يتحدث هذا الكتاب متوجها إلى كل الذين يهتمون بأصول نظرتنا إلى الكون والتغيرات المذهلة التي حدثت على مستوى وسائل وطرق البحث والاستقراء العلمي للظواهر الفلكية في السنوات الأخيرة والآفاق المفتوحة للتكنولوجيات الحديثة.
وثراء هذه الطبعة الثانية من تاريخ علم الفلك الغربي التي صدرت بعد الطبعة الأولى بعشر سنوات يكمن في أن كاتبه اتبع التطور الطبيعي في البحوث العلمية الذي تم تحقيقه في ربع قرن من الزمن. إنه وبكل بساطة يتحدث عن تطور الفكر العلمي الفلكي الذي بدأ في العصور القديمة بدءا من البحث عن روزنامة للزمن يمكن الوثوق بها وانتهاء بغروب القرن العشرين من خلال البحث عن المادة الناقصة في أحجية الكون. لا يحتوي هذا الكتاب على وصفة سحرية تمكننا من قياس الأفكار المسبقة لعلماء الفلك اليوم بالمقارنة مع الذين سبقوهم. وعلى سؤال البداية كيف يغرق التشابه في الاختلاف، سيحصل كل من يقرأ هذا الكتاب ولا شك على إجابة خاصة به لأنه لا توجد إجابة مطلقة ولا حقيقة واحدة.
هل أخطئ حين أقول إن الكتاب ينتمي إلى فصيلة نادرة من الكتب التي يمكن أن نطلق عليها إحدى هاتين التسميتين كتب العلم الفني أو الفن العلمي. ستطرحون على أنفسكم ربما نفس السؤال بعد أن تطلعوا عليه. الكثير من الشعر والنثر ومقاطع من كتابات غنية بالحكمة تجعل لهذا الكتاب العلمي نفسا شاعريا مفعما بالطفولة.. وماذا ينبغي لي أن أقوله في كتاب علمي يبدأ بمقطع من أغنية عاطفية هذا نصها:
ماذا يتبقى من حبنا ؟
ماذا يتبقى من تلك الأيام الجميلة ؟
صورة، صورة عتيقة، لشبابي.
ماذا يتبقى من الرسائل المعطرة، من أشهر أفريل، من المواعيد ؟
ذكرى ما تنفك تلاحقني
سعادة آفلة، شعر يذروه الريح
قبلات مختلسة، أحلام تتحرك...
ماذا يتبقى من كل ذلك، قولوا لي...*
وما رأيكم في هذه الطفولة المتسللة إلى أسئلة لودوفيك ماريان سالنيكيار والتي تستفز فضولك منذ البداية ببساطتها وبديهيتها. إنه يبدؤك بالكلام ويتحداك منذ الوهلة الأولى بقوله "فهل تستطيع أنت أن تقدم تعريفا للنهار أو للشهر أو للسنة أو شيئا بسيطا ومألوفا كاليوم؟ وهل بإمكانك أن تفسر لماذا نعد أربعا وعشرين ساعة في اليوم أو ستين دقيقة في الساعة؟" إنه يتحداك ويشحذ فضولك لتواصل معه الرحلة إلى نهايتها ويقول لك بنفس ا|لأسلوب المباشر وكأنه يقرأ سطور تفكيرك: " كل هذه الأسئلة طفولية بالطبع... ولكنها طفولية لأنها تغلغلت في عاداتنا منذ الصغر، إنها طفولية ولكنها أبعد ما تكون عن ذلك." ويدخلك معه في طقوس تفكيره بل ويشاركك في البحث ويحدثك وكأنه يدون يومياته في مذكرة: " نحن الآن في باريس، الساعة تشير إلى الحادية عشر صباحا، اليوم هو أول يوم في شهر أفريل من سنة 1985، أعرف أنه الاثنين ( لأن البارحة كان يوم الأحد ) أقرأ في الجريدة بأن عيد الفصح لم يعد بعيدا وأن المركبة الفضائية سترسل قريبا قمرين صناعيين للاتصالات. آه تذكرت، أعرف كذلك بأنه الصباح، لأنني استيقظت منذ ساعة تقريبا، واستنادا إلى مفكرتي أعلم أن لي موعدا بعد أربع ساعات ونصف في الطرف الأخير من المدينة." هذه الجملة البسيطة تختصر هذا الكتاب لأنها تقدم ذلك المزيج المذهل من العلم ومما هو متعارف عليه، من التقنية ومن الموروث الثقافي للحضارات الماضية. إن الكاتب هنا لا يضع الحضارات الغربية القديمة في جهة والعلم الحديث في جهة أخرى، إنه يصنع كفيزيائي العصور الماضية وصفة جديدة هي مزيج مذهل للأصالة والحداثة العلمية. ونقطة البداية في هذا الكتاب كانت مع الوقت. ويسألنا الباحث بنفس الصيغة الطفولية:" لأي غرض نستعمل الساعة والروزنامة؟ " "لنتنبأ بما سيأتي ولنخطط للمستقبل" نجيبه نحن.
بهذه الطريقة البسيطة في طرح الأسئلة يأخذنا الكاتب في رحلة عبر الحضارات القديمة لينطلق بنا نحو السماء حيث الدورات الشمسية والقمرية ثم يقف بنا عند وسائل الحساب لدى الحضارات القديمة وما تم اعتماده للرصد والممارسات الفلكية في تلك العصور. وبعد ذلك ينطلق بنا نحو مسائل تتعلق بالزمان واستعمال الروزنامة من بابل إلى مصر وصولا إلى النظام الكوني. ونحن نقرأ هذا الكتاب نتساءل ما الذي سبق الآخر: الفكر الفلسفي أم تأمل الفضاء؟ هنالك معادلة بسيطة نتوصل من خلالها إلى أن نتأكد بأن القناعات الفلسفية واستقراء الكون يكادان أن يكونا وجهان لعملة واحدة. حيث ينتصر الفكر الذي يراقب حركات الكواكب، والذي يبحث في العلاقة بين الصورة والحقيقة في سبيل إعادة الاعتبار للحواس والمظاهر وذلك لتحديد مصير النظريات الفلكية وتوحيدها في نظرية موحدة لهذا الكون ذي التكوين الهندسي انطلاقا من المنطق... في خضم حديثه عن الليل والنهار يحيلنا الكاتب إلى النظر في ألفية السبات التي مرت على الحضارات والاستفاقة التي تلتها والتي أخذت وقتا طويلا إلا أنها أوصلتنا في النهاية إلى توجهات وتعاليم جديدة لمجتمعات جديدة أصبحت فيها العين تتحرك. لقد أخصبت سنوات الشك التي سيطرت على التأملات الفلكية ما يسمى علم الفلك التطبيقي ومجموعة كبيرة من القوانين المتعلقة بالحساب وبالملاحظة، وهكذا يمكننا القول مع لودوفيك ماريان سالنيكيار بمثالية التقنية ومختلف الطرق المتبعة لدراسة الليل والضوء والكون ومكونات الفضاء وشكله ومكونات الكون والمادة وتطور الكون.. وفي نهاية المطاف لا يسعنا إلا القول بأن لكل شخص حقيقته الخاصة به، فما بين الصفر واللامتناهي تكمن قوة الحواس من إنصات ونظر ولمس وتذوق وشم وتمثل، وذلك ما يخلق شمسا جديدة وفكرا متجددا.. وبعد هذه الرحلة الممتعة مع لودوفيك ماريان سالنيكيار هل يمكنكم أن تؤكدوا أنكم تعرفون ماهية الكون ومعناه وهل هو انفجار البداية ذلك السر المحاط بالغموض أم هو محض صدفة أم لعله كون أزلي. البحث متواصل وما الكون سوى جرة مليئة بالمعضلات.
كلمة الختام
يصف ماركو بولو جسرا حجرا حجرا، ويسأله كوبيلاي خان " ولكن على أي حجر يستند الجسر؟ "، " لا يستند الجسر على هذا الحجر أو ذاك " يجيب ماركو " وإنما على الخط المقوس الذي يشكله الحجر. " يبقى كوبيلاي خان صامتا، يفكر. ثم يضيف: " لماذا تحدثني عن الحجر؟ إن ما يهمني هو الخط المقوس" يجيب بولو: " لا قوس بلا حجر ". بهذه الكلمات من كتاب " المدن المختفية " لإيتالو كالفينو يمكننا أن نلخص هذا الكتاب.

* مقطع من أغنية لشارل ترينات

ترجمة المقدّمة: روضة السالمي، صحفية علمية

يوم الشريط الوثائقي التونسي 30 مارس 2024 بمدينة العلوم بتونس

  انطلاقا من دورها في المساهمة في تطوير ونشر الثقافة العلمية والتكنولوجية، وفي إطار برنامجها السنوي لعام 2024، وانطلاقا من أهمية الأشرطة الو...