15.7.10

غاليلي، أكثر من 400 سنة على رحيله، روضة السالمي


منذ ما يناهز 400 سنة، وتحديدا سنة 1609، وفي اللحظة التي وجّه فيها غاليليو، عالم الفلك الايطالي الشهير، تلسكوبه إلى السماء، عاش علم الفلك تحولا كبيرا في مساره من علم يعتمد على العين المجردة وبعض الأدوات البسيطة (كذات الربع وذات السدس ومسطرة زاوية اختلاف المنظر، وغيرها من الأدوات التي استخدمها تيكو براهي Tycho Brahe في أرصاده) إلى علم رصدي دقيق.
ومن خلال منظاره، قام غاليليو بعدة أرصاد استنتج منها ملاحظات ثورية، فقد رأى سطح القمر مليئاً بالحفر والتضاريس، أي أنه ليس أملساً منتظماً كما كان يُظن، الشيء الذي يُبطل فكرة كمال الأجرام السماوية، وشاهد أربعة أقمار حول المشتري – وهي التي تسمى اليوم الأقمار الغاليليانية (آيو Io، أوروبا Europe، غاينيميد Ganyméde، وكاليستو callysto). كما رصد غاليليو أطوار الزهرة، ورأى انتفاخين على سطح زحل فافترض أنهما أيضاً أقمار، وذلك لأن منظاره لم يكن من القوة ليسمح له بتمييز حلقات زحل الضخمة.
وقد فسر غاليليو العدد الكبير من النقاط المضيئة والمنفصلة التي رصدها في درب التبانة بأنها نجوم بعيدة جداً، وكان أول من أشار إلى البقع الشمسية. يقول غاليليو ساخراً من أدعياء مركزية الأرض: "إن من يفضّل فكرة تحرك الكون بأسره كي تبقى الأرض ثابتة، لهو أكثر بعداً عن العقل ممن يتسلق قمة قبّة ليلقي نظرة على ضواحي المدينة، ثم يطلب تدوير المنطقة بأسرها كي لا يكلف نفسه عناء تحريك رأسه..!"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يوم الشريط الوثائقي التونسي 30 مارس 2024 بمدينة العلوم بتونس

  انطلاقا من دورها في المساهمة في تطوير ونشر الثقافة العلمية والتكنولوجية، وفي إطار برنامجها السنوي لعام 2024، وانطلاقا من أهمية الأشرطة الو...